الخرطوم تشهد غارات جوية والحرب تدخل “مرحلة الاستعداد”
الخرطوم تشهد غارات جوية والحرب تدخل “مرحلة الاستعداد”
قال شهود عيان إن الطائرات الحربية حلقت في سماء جنوب الخرطوم ونفذت ضربات ضد أهداف يُعتقد أنها تابعة للدعم السريع، فيما لن يتسن لـ”الترا سودان” الحصول على تعليق رسمي بشأن هذه العمليات العسكرية.
اقتصرت المعارك في الخرطوم في الفترة الأخيرة على المدافع طويلة المدى والغارات الجويةودخلت الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع مرحلة جديدة في الخرطوم، في أعقاب تدمير جسرين رئيسين، أحدهما جسر “شمبات” شمال الخرطوم على ضفاف النيل والآخر جسر على خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال شاهد عيان من حي الصحافة –على بعد نحو (15) كيلومترًا من القصر الرئاسي– جنوبي العاصمة الخرطوم لـ”الترا سودان” إن الطائرات الحربية نفذت ضربات جوية مكثفة في مناطق تتحرك فيها عناصر الدعم السريع جنوب العاصمة الخرطوم، شملت: مناطق الأزهري والصحافة والسوق المركزي وشارع الستين.
وأشار الشاهد إلى أن الحرب في الفترة الأخيرة أصبحت تعتمد على المدافع بعيدة المدى والغارات الجوية، لافتًا إلى أن الاشتباكات على الأرض انحسرت بين الطرفين في الشهرين الأخيرين، عدا الاشتباكات حول المواقع العسكرية.
والأسبوع الماضي، أعلنت الدعم السريع السيطرة على أجزاء من منطقة جبل أولياء قرب الخزان المائي على النيل الأبيض، مع مخاوف من تمددها جنوبًا نحو ولاية النيل الأبيض المتاخمة لجبل أولياء.
وفي المقابل، قال مصدر من الجيش لـ”الترا سودان” إن الجيش قد يقلب موازين القوى على الأرض في أي لحظة من واقع خبرته بالعمليات الحربية، واصفًا الانتصارات التي يتحدث عنها الدعم السريع بـ”الفقاعات”.
وأضاف المصدر العسكري: “على المدى الطويل ومن واقع العمليات العسكرية، الجيش قادر على إدارة زمام الأمور”.
“وهنا لا نتحدث عن انتصارات مؤقتة وفق معارك المباغتة والهروب” – أوضح المصدر.
فيما يقول الباحث في الشأن الإستراتيجي محمد عباس لـ”الترا سودان” إن الحرب انتقلت إلى مرحلة “الصمت”، وهي مرحلة من مراحل الحروب، تستمر فيها الأطراف المتحاربة في التقاط الأنفاس والبحث عن العتاد والاستعداد من جديد لاعتقادها بأن الحرب يمكن حسمها عسكريًا.
وأردف عباس: “من الواضح أن الطرفين يعتقدان أن التزود بالأسلحة قد يحسم الحرب عسكريًا، وهو التفكير السائد لديهما في الوقت الحالي”، لافتًا إلى أن الطرفين حتى وإن لبيا الدعوة إلى المفاوضات قد لا يرغبان جديًا في التفاوض بقدر ما أن الأمر لنيل رضا المجتمع الدولي والوساطة، وفي الوقت نفسه “شراء بعض الوقت” – حسب تعبيره.