انباء نيوز
انباء نيوز

بسبب سد النهضة .. تحذير من اختفاء السودان

0

بسبب سد النهضة .. تحذير من اختفاء السودان

في اليوم السابع على هذه الكارثة، ورغم مرور الأيام، تبقى الصدمة والهول سائدة في السودان، حيث يتعين على العيون التصديق بصعوبة على ما تراه وتشهده. يبدو أن هذا الوضع يُشبه إلى حد كبير “نهاية العالم”، وذلك وفقًا لما رصده الصحفي ليث بزاري في مدينة درنة المنكوبة شرق ليبيا.

مشاهد مرعبة

بسبب الفيضانات الهائلة التي اجتاحت درنة، فقد تم منع المدنيين من دخول المدينة للسماح لفِرق الإنقاذ بالبحث عن نحو 10,100 شخص لا يزالون مفقودين بعد ارتفاع الحصيلة المعلنة إلى 11,300 قتيل.

الصور التي وصلت من درنة لا تصدق، حيث شهد الصحفي مشاهد للسيارات تبدو وكأنها مصنوعة من عجينة، ووصف الوضع بأنه الأسوأ في حياته المهنية والشخصية.منطقة انفجار هائلتشبه المنطقة الآن منطقة انفجار هائل، حيث جرفت المياه المباني إلى عمق البحر، وظهرت جثث الضحايا فوق الأمواج، تذكيرًا بأن هذه الجثث كانت آمالًا في البحث عن حياة جديدة في أوروبا.يجب أيضًا أن نتذكر أن هذه الكارثة لم تكن فيضانات عادية، بل كانت كارثة بأبعاد هائلة وقد ألحقت أضرارًا جسيمة بمدينة درنة خلال ساعات قليلة فقط. حاليًا، تتأزم الوضعية بسبب الاضطرابات السياسية والاقتتالات في ليبيا بعد الثورة التي اندلعت في 2011، وهذا قد أثر سلبًا على القدرة على التعامل مع الكوارث.

فقد استطاع هذا الفيضان اللئيم محو ربع مدينة درنة خلال ساعات فقط.وعن حجم الكارثة، أظهر مقطع فيديو جديد انتشر كالنار في الهشيم خلال الساعات الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أحد أحياء المدينة المنكوبة.وقد سجلت كاميرا مراقبة مثبتة في الحي ما جرى فعلاً، وكيف استغرق الأمر ثواني معدودات فقط لتحول شارع آمن في درنة إلى ما يشبه نهر جار ملأته المياه من كل حدب وصوب

كما أفاد مراقبون بأن الأمطار التي هطلت بفعل الإعصار على ليبيا كانت تقدّر بأنها لعام كامل دون توقف.لم يعرف لهم مصير!فقد أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظات رعب عاشها ليبيون بعدما علقوا في عمارة خلال اجتياح الفيضانات مدينة درنة المنكوبة.

واحتجز السكان في الطابق السابع من عمارة “برج الشاطئ” في مدينة درنة، بعدما ارتفع منسوب المياه ووصل إلى الدور الثالث منها.كما وثق الفيديو أصوات أشخاص عالقين وخائفين، يصرخون مستغيثين.

وفي الوقت الذي أضاء فيه رعد خارج العمارة، أثناء بدء الإعصار “دانيال”، تنطلق أصوات تنادي “يا لطيف يا لطيف”.

ولم تعرف نهاية هذا الموقف فيما إذا كان العالقون قد نجوا بأرواحهم أم لاء.

في سياق متصل، يثير خبير مصري قلقًا كبيرًا بشأن سد النهضة في إثيوبيا ويحذر من أنه إذا ما انهار هذا السد، فإن العواقب ستكون وخيمة على والسودان وإثيوبيا، وقد قارن هذا الخبير بين سيناريو الكارثة المحتملة وما حدث في درنة الليبية.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير أن سعة سد النهضة تقدر بحوالي 74 مليار متر مكعب، وهو رقم يشكل تهديدًا جادًا لمستقبل المنطقة وسكانها البالغ عددهم نحو 150 مليون نسمة. وفي ضوء تصاعد المخاوف، يجب أن نسأل أنفسنا ما إذا كان سد النهضة آمنًا فعلًا وما إذا كانت هناك تدابير كافية للتعامل مع أي كارثة محتملة.

وتساءل العسكري قائلاً: “إذا كان إعصار المتوسط وليبيا قد تسبب في انهيار سد درنة وأزهق أرواح الآلاف، فما الحل إذا انهار السد الإثيوبي وتسبب في تعريض أرواح الملايين في السودان للخطر؟”.

عدم أمان سد النهضةكما أضاف أنه “عندما حدث زلزال في تركيا خفضت الحكومة منسوب السدود لديها وفتحت بواباتها لتصريف المياه خوفاً مما قد يحدث من هزات تتابعية عقب الزلزال، تؤدي لانهيار السدود وبالتالي إغراق مدنها بالمياه المخزنة خلف السدود”.

كذلك أردف: “لدينا من الدراسات ما يؤكد عدم أمان سد النهضة وكذلك مراحل البناء والتصميمات الهندسية له”، معلناً: “لقد رصدنا إزاحة أرضية غير متساوية على جوانب السد الركامي وكانت تزداد مع مراحل الملء المختلفة”.

إذاً، يبقى السؤال الملحّ حول الاستعدادات والتدابير اللازمة للتعامل مع هذه الكارثة المحتملة، وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد في تحقيق الاستقرار والسلام في هذه المناطق المنكوبة.

تحذير من “اختفاء السودان”!فيما حذر العسكري من “اختفاء السودان في حالة انهيار سد النهضة بعد اكتمال الملء النهائي، حيث سيتبع ذلك بعدة أيام انهيار سد الروصيرص وبعدها بأيام قليلة سينهار سد مروي ووقئتذ ستصبح السودان بحيرة ممتدة”.

وقال إنه شارك في إعداد دراسة علمية نبهت من وجود هبوط أرضي بموقع سد النهضة وأظهرت إخلالاً جسيماً بعوامل أمان السد حيث إنه غير آمن نهائياً، كما أكدت أن هناك تدفقات زائدة جداً على الناحيتين الشرقية والغربية غير متساوية وغير متناسقة.

كذلك أشار أيضاً إلى أن السد الخرساني بمفرده لن يستوعب كميات مياه أكثر من 18 مليار متر مكعب، مبيناً أن صور الأشعة الرادارية كشفت وجود إزاحات رأسية في الجانبين الشرقي والغربي من السد، وحدوث هبوط غير متساو في الجانبين.

الأضرار المادية

العدد الإجمالي لمباني المدينة بـ 6142 مبنى.عدد المباني المتضررة 1500 مبنى.

عدد المباني المدمرة بشكل كامل في مدينة درنة بلغ 891 مبنى.عدد المباني المدمرة بشكل جزئي 211.

عدد المباني التي غمرها الوحل بلغ نحو 398 مبنى.

المساحة الإجمالية للمنطقة التي غمرتها السيول والفيضانات في درنة 6 كيلومترات مربعة.

20 ألف ضحية

يشار إلى أن الإعصار “دانيال” تسبب منذ الأحد الماضي بحجم مهول من السيول والفيضانات التي أغرقت أحياء بكاملها، كان لدرنة الحصة الأكبر منها.

إذ محيت أجزاء بأكملها من الخريطة، وجرفت المياه عائلات برمتها فوجئت بما حصل، كما لقي الآلاف حتفهم وتشرّد عشرات الآلاف بينما لا يزال كثر في عداد المفقودين.

وتوقع عدد من المسؤولين المحليين أن يلامس عدد الضحايا الـ20 ألفا، لاسيما أن نحو 30 ألفا ما زالوا بعداد المفقودين.

صدى البلد
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.