وعبد الكريم الفتح هذا هو رجل محفوظ المقام، ومعروف المكانة وتعرفه الشمالية الشماء بأسرها، بنيلها ونخيلها ونظمها ونثرها وشعرها معرفة تامة ولا غرو فهو من ولاية تعرف المعروف لأهله. وتحفظ الجميل لاصحابه وتخلده بالشعر والنثر و بالطنبور والدليب
نهض الرجل لأمر الاستنفار مبكرا وكان همه الكبير وشغله الشاغل حتى استوى المشروع الوطني الكبير على سوقه ووقف على رجليه، وشب عن الطوق وعم القرى والحضر، واخاف العملاء،
واطار النوم من عيون الأعداء.. الزعيم المجاهد عبد الكريم صاحب الوجه المطروح والديوان المفتوح و وباب الحوش الذي لايغلق ابدا، بل ان الشركة التي صنعت هذا الباب لم تصنع مفتاحا لاغلاقه بعد.. شهدت داره العامرة كل اجتماعات الاستنفار وكانت خلية نحل لا تهدأ في ليل أو نهار، وانعقدت في رحاب هذا البيت المضياف كل َملتقيات دعم القوات المسلحة.. ولا غرو اذن أن تسند إليه الشمالية الشعبية قبل الرسمية قيادة مشروع الاستنفار بالولاية الشمالية.. وبمثل هؤلاء الرجال الاماجد تنتصر الدول، وتتحرر الشعوب وتزدهر ثورات التعمير، بعد التحرير..
وتشتعل مشاريع التنمية، عراجينا وقناديل وقنديلة ووردا، وقمحا ووعدا.. وعند عبد الكريم قناعة بأن على الولاية الشمالية أن لا تنوم ولا تعرف الراحة ابدا. حتى بعد هزيمة المؤامرة . فأمامها تحديات كثيرة ومخاطر جمة، وأعمالا جليلة ينقضي العمر ولا تنقضي.. فهي ولاية غنية و مسكونة بالثروات مترعة بالموارد ومترفة بالبركات والبركاوي ورجال مباركين أمثال( قوش) و(الشايقي) و (أزهري المبارك.)
ولذلك فهي متى ما فرغت من دحر الأعداء ورد الغارة الشعواء فأمامها تحديات إعادة البناء وتطوير الولاية بالتدريب المتقدم والتأهيل المستمر المتمهل لابد للشمالية أن تجرد الصارمين السيف والقلم والرشاشات والكلاشات ورشاشات الزراعة و ورشاشات الرصاصبهذا الرجل وأمثاله أهل الفداء والإخلاص ستتحول الشماليةالشماء بحول الله تعالى وعونه إلى جدار من رصاصولا نامت أعين الجبناء والعملاء
