انباء نيوز
انباء نيوز

النازحات بمراكز الايواء .. قصص وحكاوي

0


عطبرة (أنباء السودان) صفاء تاج السر


ظروف قاسية يعيشها النازحات بمراكز الإيواء إثر الحرب التي اندلعت يوم السبت 5/14، بجانب تشتت وتشريد آلاف من  الأسر السودانية  ،والتهجير القسري  وعدم وجود مأوى و توفر الغذاء والدواء، الأمر الذي أدي إلى نزوح اعداد كبيرة من الأسر.


خلال ورشة قام بها كيان الصحفيات السودانيات تحت عنوان (صناعة محتوى صحفي مهني) لعكس قضايا النساء مع النزوح التقينا بالمدرسة الجنوبية الابتدائية بمدينه عطبرة بالنازحة من ولاية الخرطوم بمنطقة الصالحة مربع 9  والخريجة بكلية الإعلام  وموظفه باذاعه ساهرون اماني احمد محمد سردت لنا قصة معاناتها أثناء فترة الحرب والحزن يملأ وجهها وانها اذاقت أصعب الايام هي وأسرته وأكثر ما ألمها عدم تمكن اشقائها المرضى بالفشل الكلوي  من أخذهم جرعات الغسيل  في تلك الفترة.


أسباب النزوح


واصلت اماني قصتها المساوية بأنهم أسرة تتكون من ثلاث بنات وخمسة اولاد  مستأجرين منزل بمنطقه الصالحة  ، والدتي (شغالة) في مطعم، الوالد مقيم خارج الخرطوم في ولاية شمال كردفان (ام كدادة ) التي تم ضربها قبل فترة من قبل قوات الدعم السريع وفقدنا الاتصال به منذ بداية الحرب حتى الآن لم نعرف عنه شي،خرجنا من الخرطوم  بسبب اشقائي الذين  يعانون من أمراض الفشل الكلوي وعدم وجود مراكز غسيل بسبب قطوعات الكهرباء و بسبب عدم توفر الأدوية وايضا كثرة وقوع (الدانات ) وأصوات الرصاص.


بداية الحرب


وقالت اماني مكثنااكثر من 3اشهر في الحرب و مررنا باصعب الظروف واشد المعاناة بمنطقة الصالحة بأمدرمان   بسبب الخوف من أصوات الرصاص و وقوع (الدانات ) العشوائي داخل المنازل  لان  المنطقة تقع   وسط مناطق الهشاشة العسكرية وكانت اكثر معاناتنا مع اشقائي المصابون بمرض الفشل الكلوي اللذان لم يتمكنا من أخذ جرعات غسيل الكلى المحددة لهم في الأسبوع (3جرعات ) بسبب إغلاق مستشفيات  وعدم الأمان في بعضها  بجانب عدم توفر العلاجات وقطوعات الكهرباء المستمر  مما فاقم من معانتهم اليومية.
اقسي الأيام


واصلت اماني حديثها اول  يوم للحرب202‪3/4/14 
في الساعه التاسعه صباحا كانوا اشقائي  في مركز د/سلمي لغسيل الكلى بالقرب من مباني القيادة العامة ياخذون جرعاتهم العلاجية كالعادة، في تلك اللحظة لم يتمكن من الخروج و  تم حبسهم قسريا لمدة 4ايام تحت أصوات الرصاص والخوف،وزادت اماني  لولا وجود مخزون من المأكولات داخل الكافتيريا بالمركز لماتوا جوعا ، في اليوم الرابع من الحرب تم ضرب المستشفى، بعد إفطار رمضان   قرر جميع المرضى   بالمركز  الخروج ورفع الرأية البيضاء بأنهم مرضى الفشل الكلوي، وقتها كانت قوات الدعم السريع تسيطر على جميع الاتجاهات في تلك  المنطقة، خرجوا المرضى وهم في حالة يرثي عليها وفي حالةمن  التعب يمطتون  كراسي المرضى ومنهم من يحملون على  السراير الطبية (النقالات التي تحمل المرضى ) بمعاونة مرافقيهم وبعض المرضى يحملون الاسطوانات الأوكسجين  وأثار التعب والإرهاق  يملأ  وجوههم، وفي طريقهم للخروج  لأماكن سكنهم  اعترضتهم قوتين احداهما يريدونهم بأن يخرجوا والأخرى اعترضت على خروجهم وسوف يتم ضربهم، بعد شد وجذب  حددوا لهم 10دقائق من الزمن بأن يتخطوا تلك المنطقة والا سوف يتم إطلاق الرصاص فيهم، وفي ذات الاثناء تم ضربهم بالرصاص وتوفيت في الحال  امرأة مريضه.


رحلة الخروج والمعاناة


وزادت متحدثه خرجنا من منطقة الصالحة بامدرمان شهر 6  بعد معاناة طويلة جدا بسبب الضرب الشديد وانعدام الاكل  والشراب وقطوعات الكهرباء، قررنا بعد ذلك الخروج من الخرطوم بالرغم من  اننا لانملك المال سواء البسيط من ملابسنا (متوكلين على الله) من ثم توجهنا قاصدين  منطقة كرري بامدرمان عسى ولعلي نجد عربة تقلنا الي خارج الخرطوم، عند وصولنا الي منطقة كرري وجدنا رجل خمسيني صاحب محل (فكهاني) جلسنا نتحدث معه وسردنا مأساتنا فاخطرناه  بأننا لانملك مال نسافر به إلى مدينة  عطبرة فاجابنا بأنه يمتلك عربة كبيرة(دفار) لنقل الفاكهة من مدينه عطبرة لمنطقة كرري بامدرمان  فما  كان لنا خيار سواء  هذا  ال(الدفار) لكي نصل لمدينة عطبرة

وهذا ما حدث.


معاناة  الشارع


ونحن في طريقنا لمدينة عطبرة مع اخوتي ثلاث بنات وولدين اللذان يبلغا من العمر مابين 13_15عام  بالإضافة إلى والدتي التقينا بإحدى ارتكازات طرفي النزاع في الطريق  قاموا بتفتيشنا واجبرونا بإبراز إثبات شخصية في تلك الاثناء اجبرونا بأن نترك اشقائي للتجنيدهم فتحدثت والدتي بأنها لا تستطيع أن تترك  أبنائها حتى لو تم قتلها ، وبعد شد وجذب تركونا،  وكذلك وجدنا في طريقنا قوات الدعم استوقفونا وقاموا بتفتيشنا خوفا من  أن نحمل  ممنوعات وغيرها،

وبعد ذلك سمحوا لنا بالخروج، وصلنا إلى مدينه عطبرة وقتها لانعلم شرق ولا غرب في المنطقة بعد استفسار مع المارة في الشارع علمنا بالمدرسه الجنوبية بعطبره بها نازحين اتجهنا صوب  المدرسه  واخترنا احد الفصول مأوى لنا.


كانت منظمة شارع الحوادث تأتي للمدرسة بشكل أسبوعي راتب  ومعها جميع المواد الاستهلاكية (رز وعدس وزيت دقيق وبصل ) وغيرها من الاحتياجات التي تخصنا بجانب توفير الأدوية.


معاناة مع المرض


وتابعت اماني لدي  اثنين من اشقائي   يعانون من مرض  الفشل الكلوي  _ اسعد يبلغ من العمر  16عام مريض منذ السابعه من عمره تم استئصال الكليتين  بسبب (عيب خلقي) وتم تركيب جهاز دائم، قبل الحرب  يفترض ان يتم له  زراعة إحدى كليتيه  وعملنا كافة إجراءات العملية لكن بسبب الحرب تم تأجيلها لأجل غير مسمى.


اما انس عمره 21عام مريض بالفشل الكلوي منذ الثامنه من عمره كذلك بسبب عيب خلقي إحدى الكليتين تعاني من الضمور الخلقي والأخرى تأثرت مما أدى إلى إصابته بالفشل الكلوي   بعد اتصالنا بدكتورة بمستشفى عطبرة طلبت بأن نأتي بهم  لمدينة عطبرة لتلقي العلاج بعد معاناة ذهبوا الي عطبرة وقابلوا منظمة شارع الحوادث والتي قامت بدورها بأكمل وجه ووفرت لهم  جميع ما يحتاجه من غذاء وأدوية، ايضا  استأجرت لهم منزل لمدة شهرين بمبلغ اثنين مليار ين ونصف ومن ثم تم ترحيلهم الي استراحة مرضى الفشل الكلوي لتلقي العلاج.


مصدر رزق


واصلت اماني سرد قصتها بأنها طرقت جميع أبواب التوظيف لكنها بآت بالفشل، ارسلت لي إحدى صديقات التي تقيم بدولة عمان مبلغ من المال وقمت بشراء عدد من الحلويات وبيعها داخل المدرسة حتى اقضي بقية احتياجاتي من  (كريمات ) ومستلزمات وان يكون مصدر رزق.


رسالة نازحة


ارسلت اماني رسالة لأمهاتها وأخواتها النازحات بأن يستفيدوا من التحديات من المشاكل الواجهتهم  في فترة  الحرب، ويجب ان تكاتف مع بعض وتبقى يد واحدة، وتمنت اماني وقوف الحرب ونعود لبيوتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.